ما سبب وفاة الطبيب جيانغ يانبونغ الذي كشف إخفاء الصين حقيقة فيروس سارس ،توفي الجراح العسكري الصيني السابق جيانغ يان بونغ، الذي أفاد أن بكين أخفت معلومات عن وباء السارس في عام 2003، عن عمر يناهز 91 عامًا، وفقًا لأقاربه.
من هو الطبيب جيانغ يانبونغ
ويقع مسقط رأس الدكتور جيانغ في 1931 في مدينة هونغزهو شرقي البلاد، لأسرة ثرية في قطاع المصارف، واختار دراسة الطب بعدما شاهد عمته تموت بمرض السل، وترك زوجة وولداً وبنتاً، حسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست.
ونال خلال حياته على العديد من الجوائز والأوسمة، اعترافاً بمواقفه، من بينها جائزة، رامون ماغسايساي، للخدمة العامة في 2004، وجاء في تعليق الجائزة أنه “كسر جدار الصمت في الصين، وأخرج حقيقة السارس إلى العلن”.
يتشابه الناس مع تجارب الدكتور جيانغ ونهج الصين الأولي للتعامل مع فيروس كورونا. قامت شرطة ووهان بالتحقيق مع طبيب العيون لي وين ليانغ بسبب «نشر الشائعات» بعد محاولته تحذير الناس من فيروس يشبه السارس في ديسمبر 2019.
ما سبب وفاة الطبيب جيانغ يانبونغ الذي كشف إخفاء الصين حقيقة فيروس سارس
أفادت وسائل الإعلام الصينية في هونغ كونغ للعائلة والأصدقاء أن سبب وفاة الطبيب كان بسبب الالتهاب الرئوي في بكين. لقد تم الإشادة بالدكتور جيانغ بالفعل بعد إنقاذ حياة العديد من الناس.
وجاءت الإشادة بعد أن كشف في رسالة أن مسؤولي البلاد قللوا من شأن الخطر في المراحل الأولى من أزمة السارس، ولكن بسبب جرأته، اضطر أولاً إلى احتجازه تحت الإقامة الجبرية.
جدير بالذكر أن عدد المصابين بالسارس تجاوز 8000 شخص في جميع أنحاء العالم في عام 2003، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، توفي 774 شخصًا.
وعمل الدكتور يانبونغ سابقاً في مستشفى بكين خلال الوقت الذي ضرب فيه فايروس سارس البلاد عام 2003، ليجد نفسه امام تصريح وزير الصحة الصيني الذي قال للناس: ” إن الإصابات بالمرض التنفسي الجديد قليلة جداً”، ومن جهته قال الطبيب انه يعرف أكثر من 100 حالة مصابين بالمتلازمة التنفسية الحادة في المستشفى العسكري وحده.
كتب رسالة ينفي فيها الكذبة التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية الصينية التي تجاهلت المرض. ومع ذلك، تم تسريب الرسالة إلى وسائل الإعلام الأجنبية وتم نشرها بالكامل. وقد دفع تقريره الحكومة الصينية إلى الاعتراف بأنها قدمت معلومات كاذبة ومطالبة منظمة الصحة العالمية بالتصرف.
وفرضت إجراءات طارئة للحد من حالات الإصابة، مما ساعد على وقف انتشار الفيروس. كما أدت رسالته إلى إقالة وزير الصحة آنذاك وعمدة بكين. وعن أفعاله، قال: «شعرت أنه من واجبي التنديد بما حدث، ليس فقط لإنقاذ الصين، ولكن أيضًا لإنقاذ العالم».
ووقف الدكتور جيانغ في العام التالي متحدياً بكين، مطالباً الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، بالاعتراف بأن عمليات قمع المحتجين في ساحة تيانانمين في 1989 كانت خطأ، وأن المئات أو ربما الآلاف من المدنيين قتلوا فيها.
شارك تجاربه كجراح يعمل في بكين في تلك الليلة. وشرح في رسالته كيف أن السلطات «تصرفت بجنون باستخدام الدبابات والمدافع الرشاشة لقمع الطلاب والمدنيين العزل».
وقال إن الشعب الصيني العادي كان «أكثر غضبًا وخيبة أمل» بسبب موقف الحزب الشيوعي من الاحتجاجات، حيث اعتبروها أعمال شغب معادية للثورة. وقال: «حزبنا ملتزم بتصحيح الخطأ الذي ارتكبه».
واعتقل بعدها هو وزوجته هوا زهونغواي، ولكن الدكتور جيانغ استمر لسنوات على موقفه، فكتب رسالة إلى الرئيس شي جينبينغ في 2019 مندداً بأعمال القمع في تيانانمين واصفا إياها بأنها “جريمة”.
بعد إصابته بالفيروس نفسه، كتب الدكتور لي على وسائل التواصل الاجتماعي يسأل لماذا تدعي السلطات الصينية أن أيًا من العاملين الصحيين لم يصب بالفيروس.
